SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg SOC-Q.jpg SOC-Word.jpg
P-Point الحلقة كـ PDF الحلقة كـ أسئلة الحلقة word الحلقة كـ

SOC-WindosMedia-Logo.jpg SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg
MP3 الحلقة كـ WMV الحلقة كـ Ipod الحلقة كـ Iphone الحلقة كـ

الروح القدس وعلاقتنا به – حلقة 4 – عمل الروح القدس في المؤمنين

 رابعاً: عمل الروح القدس في المؤمنين

(من خلال ألقاب الروح القدس) (يو14: 16، 17، 25 )

16 «وأنا اطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد»

17 «روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه، أما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون معكم»

25 «أما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم»

• (يو 15: 26 )

«ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي»

• (يو 16: 7، 13)

«لكني أقول لكم الحق أنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم»

13 «وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية»

وعد الرب شعبه هنا «إني أنا حي فأنتم ستحيون» (يو 14: 19). نعم سنحيا بروحه، فهو الروح المحيي، روح الحياة الذي أحيا الكثيرين من الألم والجراح والمرارة. وهو نفسه الروح القدس الذي يسكن وسط الكنيسة الآن ليفعل أعظم مما فعله بالأمس… ليمجد المسيح فينا ويمجد الله أمام عيون الناس، فيتحول إيماننا في كثير من الأحيان إلى عيان (يو 16: 14) «ذاك يمجدني».

في الأعداد السابقة تكلم الرب يسوع عن الروح القدس وأعطاه لقبين لا يصفان طبيعته، ولكنهما يعبران عن عمله فينا. وهذان اللقبان هما:

أ- الروح المعزي:

(يو 14: 26، 15: 26، 16: 7 )

في أول إعلان من المسيح عن الروح القدس قال «لا أترككم يتامى» (يو 14: 18)، فنحن بدون المسيح يتامى، ولكنه سيرسل لنا المعزي، فيكون حضور الله مجيداً بوجود الروح القدس معنا ليعزينا ويرافقنا ويعطينا ما نحتاج له.. نعم فهو المعزي الذي:

1- يُريح:

كلمة المعزي ترجمت في بعض المرات «المريح» (Comforter)الذي يريح القلب والنفس ويهدئ العواصف داخلنا، فهو الذي يعطينا الإحساس بأن المسيح معنا فنطمئن ونهدأ، فلا يمكن أن تغرق سفينة فيها المسيح. هذا ما يفعله الروح القدس في حياتنا.. تهيج الأمور من حولنا لكن دواخلنا آمنة مستريحة، مطمئنة، هادئة «فهو المريح».

2- يُعين:

وهو نفس المعزي الذي يقف بجانبنا ليعين ضعفنا «Helper» «وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا» (رو 8: 26)، هذا ما شهد عنه الرسول بولس «تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل» (2كو 12: 9).

3- يُشجع:

«شجعتني قوة في نفسي» (مز 138: 3) لكي لا نيأس ولا نفشل ولا نخزى، فهو المعزي الذي يشجع «بك يارب احتميت فلا أخزى» (إش50: 7) «متحيرين لكن غير يائسين» (2كو 4: 8).

4- يُنعش:

«أسكب ماء على العطشان وسيولاً على اليابسة، أسكب روحي على نسلك» (إش 44: 3)،

فالروح يروي جفاف الحياة ويعيد لها الحيوية، بل الصحراء الجرداء مع الرب تتفجر فيها ينابيع مياه: «من آمن بي تجري من بطنه أنهار ماء حي قال هذا عن الروح» (يو 7: 38، 39) فالروح القدس يبدل حالة الفتور الداخلي فنستطيع أن نسترد قوتنا وحيويتنا مرة أخرى. يقول الكتاب في (إش 40: 29-31): «يعطي المعيي قدرة.. أما منتظرو الرب فيجددون قوة.. يمشون ولا يعيون». هذا هو الاختبار الحقيقي مع الروح القدس، وهذا ما يسميه الكتاب المقدس «تعزية»، وما نسميه اليوم «روح الانتعاش».

5- يُفرح:

هو روح الفرح كما هو مكتوب «ثمر الروح محبة فرح سلام» (غل 5: 22).

ومن سواه يعطينا اختبار حبقوق وسط الظروف الصعبة «فمع أنه لا يزهر التين، ولا يكون حمل في الكروم، يكذب عمل الزيتونة، والحقول لا تصنع طعاماً، ينقطع الغنم من الحظيرة ولا بقر في المذاود. فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي» (حب 3: 17، 18).

بل ويحوِّل النوح إلى فرح ويعزينا في حزننا «أحول نوحهم إلى طرب وأعزيهم وأفرحهم من حزنهم» (إر 31: 13).

بفرح الروح القدس (1تس 1: 6) تعيش الكنيسة وتثمر لمجد الله، وهذا هو اختبار التلاميذ في الكنيسة الأولى «كان التلاميذ يمتلئون من الفرح ومن الروح القدس» (أع 13: 52) فبالرغم من الاضطهاد كانت تعزية الروح هي سبب لتكاثر الكنيسة ونموها.

ب- روح الحق:

«روح الحق» (يو 14: 17 )

«متى جاء ذاك روح الحق» (يو 16: 13 )

روح الحق بمعنى روح الحقيقة «أنا هو الطريق والحق والحياة» (يو 14: 6)، فالهلاك يأتي من عدم معرفة الحق «قد هلك شعبي من عدم المعرفة» (هو 4: 6). إبليس يقوى على الناس لأنه المضل الكذاب وأبو الكذاب (يو 8: 44) ولكن المسيح يقول «تعرفون الحق والحق يحرركم» (يو 8: 32). الحق في ذاته يحرر، فروح الحق ليس فقط أنه يقول الحقيقة، بل هو الذي يعلنها ويكشفها ويجسدها لأذهاننا وأرواحنا وأيضاً لقلوبنا.

كما نرى في صلاة بولس الرسول للكنيسة في (أف1: 17 ): «كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته»، فلكي نعرف الله وطرقه وإرادته نحتاج إلى إعلان من الروح القدس ليكشف لنا حقائق الأمور فتستنير عيون أذهاننا.

1- الروح القدس يعلمنا:

«أما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء» (يو 14: 26).

يعلمنا الروح القدس الحقائق الكتابية فتتحول من مجرد معرفة عقلية إلى إدراك واختبار لقوة هذه الحقائق، فالله يحب أن يعلن لنا عن نفسه، ويفهمنا أسرار الملكوت، ويفتح عيوننا فنفهم فكره لحياتنا وإرادته من نحونا، «بَلْ كَمَا

هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ» 10فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ» (1كو2: 9، 10).

كذلك، يُظهر لنا الروح القدس روعة وكمال الكلمة المقدسة، فالكتاب المقدس ليس مجرد وصف لأحداث تاريخية، بل هو قلب وفكر الله. فمثلاً فِكْْر الملكوت أن العطاء أفضل من الأخذ بالنسبة للمعطي، وهذا غريب عن فكر العالم. كذلك الغفران أفضل بكثير من المرارة ورثاء النفس بالنسبة للغافر، إلى آخره من الأمثلة والحقائق الكتابية.

أيضاً، يفتح الروح القدس عيوننا فنرى الخطية على حقيقتها «إنها خاطئة جداً» (رو 7: 13) فندرك حجم التشويه الذي شوهت به الإنسان، فلا نغار من الخطاة، ونرى على النقيض محبة الله، فننسبي في هذه المحبة. هناك فرق بين القراءة عن محبة الله وبين أن الروح القدس يسمعنا كلمات محبة الله لنا: «أنتم أحبائي» (يو15: 14).

وهكذا فعندما نقرأ الكتاب المقدس بالروح القدس ينقل لنا الروح القدس ما في قلب الله الآب، فأية قوة .. وحرية .. وشفاء يمكن لنا أن نختبره عندما يعلمنا الروح القدس الكتاب المقدس؛ كلمة حق الإنجيل.

2- الروح القدس يذكّّّرنا:

«ويذكركم بكل ما قلته لكم» (يو14: 26). وهذا ما فعله مع التلاميذ ليكتبوا لنا كل ما كُتب. ذكَّرهم بما رأوه، وسمعوه، فهو يذكرنا بالحقائق وبالآيات التي تعلمناها فتضيء لنا الطريق حين نحتاج إليها، سواء أمام التجربة للنصرة أو في الخدمة فنكون مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا.

3 – الروح القدس يرشدنا:

«وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية» (يو16: 13)، بمعنى أنه يشير علينا بما يجب علينا أن نفعله، ويقود خطواتنا .. يخبرنا بما يجب أن نختاره، فهو لا يقف عند حد تعليم الحق والتذكير به، بل يمسك بأيدينا ليرشدنا ماذا وكيف نفعل. نستطيع أن نرى في سفر الأعمال كيف قاد الروح القدس بطرس وبولس وبرنابا وفيلبس وغيرهم، بل والكنيسة كلها في خطته المباركة.

الله مسئول أن ينفذ فكره وخططه هو، وليس خططنا وأفكارنا نحن، فالروح هو الذي يعطي الرؤيا. ودورنا أن نكتشف الإعلان ونخضع له. وهو يرشد الكبير والصغير منا.

«أسكب روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويحلم شيوخكم أحلاماً، ويرى شبابكم رؤى» (يؤ 2: 28، أع 2: 17) فتحقق الكنيسة القصد الإلهي في العالم.

كذلك يخبرنا بأمور آتية، فهو يعد الكنيسة لأحداث قادمة مثلما أعد الكنيسة للمجاعة عن طريق أغابوس النبي (أع 11: 27، 28)، وأعد بولس للقبض عليه في أورشليم (أع21: 10، 11). عندما ننقاد بالروح القدس علينا أن نجهز أنفسنا للانتعاش، وسيعدنا لما هو مزمع أن يفعله في وسطنا.