SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg SOC-Word.jpg
P-Point الحلقة كـ PDF الحلقة كـ word الحلقة كـ

SOC-WindosMedia-Logo.jpg SOC-pdf-logo.jpg
MP3 الحلقة كـ WMV الحلقة كـ Iphone الحلقة كـ

العلاقات العاطفية المبكرة
مخاطرها فهي تمنع النضوج العاطفى للإنسان



اختيار شريك الحياة – حلقة 8 – العلاقات العاطفية المُبكرة

خامساً: العلاقات العاطفية المبكرة

في قسم “اختيار شريك الحياة” سنناقش (7) موضوعات هي:

  • مفهوم الزواج

  • المبدأ الكتابي للإختيار

  • النضوج الإنساني

  • الصداقة

  • العلاقات العاطفية المبكرة

  • المواصفات الروحية والنفسية والإجتماعية

  • دور الله ودوري في اختيار شريك الحياة

تكلمنا سابقاً عن(4) موضوعات. في هذه الحلقة نتكلم عن:

العلاقات العاطفية المبكرة

نتكلم بالتحديد عن العلاقات العاطفية التي تنشأ في مرحلة المراهقة، حيث يبدأ الإنجذاب العاطفي بين الأولاد والبنات.

أولاً: حقيقة وجودها

تنشأ هذه العلاقة في سن مبكرة؛ 13 سنة أو 14أو 15. وهي حقيقة موجودة في المجتمع.

  • البعض لا يصرح بهذا الإنجذاب للطرف الأخر. في هذه الحالة لا تكون علاقة عاطفية بل فقط مشاعر عاطفية وتعتبر هذه المشاعر العاطفية ظاهرة صحية، لأنها تؤكد أن الشخص- ولداً كان أم بنتاً- ينمو بصورة طبيعية. وينتاب البعض شعوراً بالذنب، أو ينظروا إلى هذا الإنجذاب على أساس أنه خطية (خصوصاً في وسط المؤمنين بالكنيسة). وهذا يزيد الأمر تعقيداً، ولكن هذا الشعور هو نتاج ظروف وبيئة المجتمع الذي نعيش فيه.

  • لكن الظاهرة الغالبة في مجتمعنا الحالي- ولم تكن موجودة في الماضي كثيراً- هو الدخول في علاقات عاطفية مبكرة ومبكرة جداً. وغالباً ما لا تدوم هذه العلاقات… كما أنها تتكرر مرات، ربما قبل بلوغ الشخص سن العشرين. وكثيراً ما تحدث مشاكل بين طرفي العلاقة؛ واحد يترك الآخر، ويحدث للآخر جُرح بسبب الترك. على أي حال، لابد أن نفرق بين المشاعر العاطفية والعلاقات العاطفية، وكذلك بين العلاقات المبكرة (قبل سن النضوج) والعلاقات التي تنشأ بعد سن النضوج بغرض الزواج.

ثانياً: مخاطر العلاقات العاطفية المبكرة

  • تمنع النضوج العاطفي للفرد

  • الارتباط بالشخص غير المناسب

  • تحولها إلى علاقات جنسية

  • الاستمرار في هذه العلاقات الخاطئة

 (1)تمنع النضوج العاطفي للفرد

العلاقات العاطفية المبكرة هي قطف الثمرة من على الشجرة قبل أوان نضجها. إنها تمنع النضوج لسببين: أولها أنها تحد علاقات الفرد…. حيث أنها تختصر عالم العلاقات الإنسانية إلى شخص واحد فقط، أي أنها تعزل الفرد عن باقي العلاقات الإنسانية التي يحتاج إليها في مرحلة النضوج. ثانياً: ربما تنقلب هذه العلاقة المبكرة إلى علاقة جنسية.

(2)الارتباط بالشخص غير المناسب

عندما تتحول العلاقة المبكرة إلى علاقة جنسية، ينشأ خوف لاسيما عند الفتاة.. التي تبدأ بالتفكير في ضرورة أن تتزوج بالشخص الذي أخطأ معها، وأفقدها عذريتها. هذه مشكلة خاصة بالمجتمع الشرقي الذي نعيش فيه، ولا تعتبر مشكلة في المجتمع الغربي.

(3)تحولها إلى علاقة جنسية

هي أزمة كبيرة في مجتمعنا الشرقي، وفي نفس الوقت خطية ونجاسة وإفساد لعلاقة الفرد الشخصية مع الله. إن عدم نضوج الفرد والبيئة المجتمعية والإعلام، قد فتحوا الباب على مصراعيه لهذه العلاقات العاطفية المبكرة والتي تتحول إلى علاقات جنسية.

أعرف طبيباً يعمل خارج مصر، جاءته طفلة حامل تبلغ من العمر إحدى عشر سنة!! بالطبع كانت تبكي. وعندما ولدت طفلاً رفضت رعايته، فأصبحت الجدة (أم الطفلة) ترعى الإثنتين؛ ابنتها وابنة ابنتها. إنها مأساة نتجت عن علاقة عاطفية مبكرة.

أيضاً، نسبة الاجهاض غير الشرعي في مصر كبيرة، وهي ناتجة عن العلاقات العاطفية المبكرة والتي تحولت إلى علاقات جنسية.

(4)الاستمرار في هذه العلاقات الخاطئة

تبدأ القصة بمشاعر عاطفية بين اثنين في سن مبكرة… ثم يستمرا معاً وتحدث جروح متبادلة.. وربما يحدث بينهما علاقة جنسية… والنتيجة الاحتقار المتبادل بينهما والترك، وأحياناً (يلزقوا في بعض) ويكافحوا حتى تأتي أول فرصة للزواج ويتزوجا… وقد يحدث الطلاق بعد إنجاب الأطفال والنتيجة أطفال مشردين.

ونسبة الطلاق في مثل هذه الحالات عالية، والسبب عدم الاختيار الصحيح ووجود شخصيات غير ناضجة وغير جاهزة لتعيش حياة زوجية صحيحة. إن الاختيار الصحيح يعني العيش الصحيح.

أيضاً، تشجيع العلاقات العاطفية المبكرة- مثل المجتمع الغربي- بدعوى أنها تؤدي إلى الصحة النفسية والإنطلاق والتقديم، هي دعوى خاطئة لأنها تأتي بنتائج مدمرة مثل التعاسة والتفكك والتشرد والأطفال غير الشرعيين…. الخ. وهذا ما نشاهده اليوم في المجتمع سواء الشرقي أو الغربي. والسؤال هنا: كيف وصل المجتمع إلى هذه الحالة رغم التقدم العلمي والتكنولوجي؟ والإجابة بالطبع هي أن التقدم العلمي والتكنولوجي قد سهل الأمور، فالبعض يمارسون الجنس بالتليفون دون الحاجة إلى التواجد معاً في مكان واحد.

الكتالوج

البعض يقول عن الكتالوج (الكتاب المقدس) إنه يحتوي على كلام قديم تجاوزه العصر. الآن عندنا الأنترنت والفيس بوك وتويتر… الخ وسائل عصرية. نقول لهم إن المبادئ الأدبية التي يحويها الكتاب المقدس والتي وضعها الله لتنظيم العلاقة بيننا وبينه وبين علاقتنا ببعض وعلاقتنا بأنفسنا هي مبادئ غير متغيرة، مثلها مثل قوانين الطبيعة كالجاذبية الأرضية. هذه المبادئ تجعلنا سعداء.. نحافظ على قداستنا وبراءتنا كي نعيش أقدس علاقة إنسانية في الوجود (العلاقة الزوجية). إنها أقدس علاقة … وأروع علاقة… وأجمل علاقة… ولا مثيل لها. وللأسف، كثيراً ما تكون هذه العلاقة- في عالمنا الحاضر- أفشل علاقة!

لأجل كل ما سبق، أشجع كل مشاعر عاطفية مبكرة لأنها سمات الكائن الحي، أما الصداقة والعلاقة المبكرة بين الجنسين فلن أشجعها  على الأطلاق.

ثالثاً: تأثير العلاقات العاطفية بعد الزواج

هل لهذه العلاقات تأثيراً بعد الزواج؟ نعم، هذه العلاقات تبقى في الذاكرة حتى بعد الزواج. يقول الكتاب: “ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً”. هناك فرق بين أن أشعر بمشاعر وبين أن أكوّن علاقة. المشاعر هي التي تؤكد لي أنني طبيعي، أما العلاقة التي تتعمق مع الزمن فتترك فيّ آثاراً، تجعل زواجي في المستقبل فاشلاً. المشاعر العاطفية المبكرة شئ جميل، أما العلاقات المبكرة فتنتج عنها سلبيات لا تساعد على النضوج. المشاعر هي عملية فسيولوجية أوجدها الله في الإنسان وهي أداة الله لإنضاج الشخصية، أما العلاقات المبكرة فهي صناعتنا نحن البشر لإفساد العمل الإلهي.