التسبيح صلاة التسبيح هي موسيقى الحب الإلهى، معزوفة على أوتار القلب المسبى بالجمال والجلال المهيب لذلك الإله القدير. هي الوقوف أمام عرش الله لمناجاته ووصف جماله ومجده تشبهاً بالملائكة المقدسين. تعتبر صلاة التسبيح من الصلوات الرئيسية في الكتاب المقدس، كما أنها من الصلوات المفتاحية لجلستنا الشخصية مع الله، لأنها تُغير اتجاه قلب الإنسان من التركيز على النفس وطلباتها وضعفاتها الى التركيز على الله وحده، فيصير اهتمام القلب والذهن هو تسبيح الله وتمجيده، فنستطيع بكل سهولة وبساطة الدخول الى محضر الله الحي والوقوف أمامه والتمتع بالجلسة معه. في هذه الدراسة نتعلم معاً ماهو التسبيح وأهميته وكيفية قضاء وقت للتسبيح.

SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg SOC-Q.jpg SOC-Word.jpg
P-Point الحلقة كـ PDF الحلقة كـ أسئلة الحلقة word الحلقة كـ

SOC-WindosMedia-Logo.jpg SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg
MP3 الحلقة كـ WMV الحلقة كـ Ipod الحلقة كـ Iphone الحلقة كـ

الخلوة الشخصية – صلاة التسبيح – حلقة 13- معنى التسبيح

(السجود .. صلاة التسبيح .. التمجيد .. الهتاف لله)

(1) المقدمة

 «اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ. اعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ. ادْخُلُوا إِلَى حَضْرَتِهِ بِتَرَنُّمٍ. اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ. هُوَ صَنَعَنَا، وَلَهُ نَحْنُ، شَعْبُهُ وَغَنَمُ مَرْعَاهُ. ادْخُلُوا أَبْوَابَهُ بِحَمْدٍ، دِيَارَهُ بِالتَّسْبِيحِ. احْمَدُوهُ، بَارِكُوا اسْمَهُ، لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ. إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ، وَإِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُهُ». (مز 100)

* بهذا دعانا كاتب المزمور أن نهتف للرب بفرح، وأن ندخل إلى حضرته بترنم، وبحمد وتسبيح لنبارك اسمه.

(مزمور 95: 6) «هَلُمَّ نَسْجُدُ وَنَرْكَعُ وَنَجْثُو أَمَامَ الرَّبِّ خَالِقِنَا»

(مزمور 98: 4) «اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ. اهْتِفُوا وَرَنِّمُوا وَغَنُّوا».

* نستطيع أن نسمع صدى مثل هذه الكلمات عبر الكتاب كله، فهو يريدنا أن نتعلم الأمر العظيم: تسبيح الرب وتمجيده.

* إن عدد المرات التي فيها كُتِبَ أن نسبح الله يفوق عدد المرات التي دُعينا فيها للصلاة بوجه عام. وفي الكتاب أكثر من 38 مزمور تغنَّى فيها المرنمون بتسبيح الرب. هذا بالإضافة إلى أن معظم المزامير تحوي داخلها آيات للتسـبيح في مقدمتها أو ختامها أو بين سـطورها.

* وهذا ما نحتاج أن نتعلمه في هذه الأيام، فنسبح الله ونسجد له، ونهتف لاسمه، كما يليق به. وكما قال الكتاب: «طُوبَى لِلشَّعْبِ الْعَارِفِينَ الْهُتَافَ. يَا رَبُّ، بِنُورِ وَجْهِكَ يَسْلُكُونَ» (مز 89: 15).

 (2) معنى التسبيح

 كلمة «تسبيح» في أصلها العبري لها معنيين:

الأول: المديح وتنطق بما يشبه (ماهلاه).

الثاني: التمجيد وجاءت لتنطق هكذا (شباح).

وفي اليوناني تعني: «تقدير قيمة»، أي أنك تقدِّر هذا الشخص.. تقدِّر وزنه وحجمه واستحقاقه. وهي (نفس فكرة التمجيد) ولكنها تعني أنه ممجد في ذاته، وأنت فقط تعطي التقدير لصاحبه.. تقدِّره لأنه هو فعلاً هكذا.

 وعن تسبيح الرب نقول:

1- هو سجود القلب أمام بهاء الرب وجلاله، واعتراف الفم بروعة الرب وكماله، وذلك بالمديح والتمجيد والهتاف لشخصه العظيم.

«فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ لِلَّهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ» (عب 13: 15)، فذبيحة التسبيح هي اعتراف شفاهنا بحقيقة الله… بكل ما فيه من مجد وسمو، كنتيجة لإدراكنا لهذا الحق في قلوبنا.

وهنا ينبغي أن نلاحظ أن الكتاب أعطى للتسبيح صفة هامة وهي أنها ذبيحة أي تقدمة نقدمها للرب، فالتسبيح ليس الفترة التي فيها نطلب أو نأخذ من الرب شيئاً، لكنه الوقت الذي نقدم للرب فيه مجد اسمه، ونعترف بحقه ومكانته.

«قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا قَبَائِلَ الشُّعُوبِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَقُوَّةً. قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدَ اسْمِهِ. هَاتُوا تَقْدِمَةً وَادْخُلُوا دِيَارَهُ. اسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ. ارْتَعِدِي قُدَّامَهُ يَا كُلَّ الأَرْضِ» (مز7:96- 9).

وهذا مانراه بوضوح في مشهد زيارة المجوس للطفل يسوع: «وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ، فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ، ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً» (مت 2: 11). أمام الرب نخر ونسجد عند قدميه، نقدم من كنوزنا (من قلوبنا) ما يستحقه من مجد وكرامة وتسبيح.

 2- والتسبيح عمل إرادي كما يوضحه الكتاب، فيه نمجد الله ونعلي اسمه. إنه ليس مجرد رد فعل عاطفي تجاه أحداث معينة تجري من حولنا،

فيقول (مزمور 29: 2): «قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدَ اسْمِهِ. اسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ».

من هذه الآية، نتبين أن التسبيح لا يمكن أن يكون نابعاً من المشاعر والعواطف فقط، لأن الآية تبدأ بفعل الأمر. وهناك أكثر من 30 آية بها تعبير «سوف أسبح الله» أي أن التسبيح عمل إرادي أختار أن أفعله. ولأن التسبيح مرتبط بشخص الله وصفاته التي لا تتغير فهو هو أمساً واليوم وإلى الأبد، لذلك أستطيع أن أسبحه كل الوقت وفي كل الظروف. وهذا ما قاله المرنم في (مز 1:34) «أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ، دَائِماً تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي»، وفي (مزمور 33:104) «أُغَنِّي لِلرَّبِّ فِي حَيَاتِي. أُرَنِّمُ لإِلَهِي مَا دُمْتُ مَوْجُوداً».

 3 – الفرق بين التسبيح والشكر هو أننا في التسبيح نمجد الله لذاته وصفاته،

كما هو مكتوب «لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ. إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ، وَإِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُهُ». أما الشكر فهو الاعتراف بفضل الله لعطاياه ونعمه علينا، فالتسبيح موجَّه لشخص الله والشكر لأعماله فنقول «بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ. الَّذِي يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ. الَّذِي يُشْبِعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ» (مز 103: 2-5).

 ملحوظة: (الفرق بين التسبيح والترنيم) أن التسبيح صلاة قد تكون مرنَّمة، أما الترنيم فهو وسيلة نقدم بها صلواتنا التي قد تكون تسبيحاً أو شكراً أو توبة أو تضرعاً بحسب محتوى الترنيمة نفسها.

والى اللقاء في الحلقة القادمة